«وَابْتَكَرَ» هذا من باب التأكيد وقيل «بَكَّرَ» أي: أتى مُتقدمًا «وَابْتَكَرَ» أي: استمع الخطبة، أي:
بَكَّر في المجيء، وابتكر أي: استمع الخطبة.
«وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ»
هذا فيه: فضل الدُّنو من الإمام، وفيه فوائد أيضًا؛ لأن الخطبة يوم الجمعة
شرط من شروط صحة الجمعة، واستماعها من الحاضرين أمر مقصود، ولذلك ينهون عن الكلام،
وعن العبث، والانصراف عن سماعها.
«وَلَمْ يَلْغُ»
من اللَّغو وهو: الشيء الملغى أي: لم يحصل منه ما يلغي ثوابه؛ لأن الكلام
وقت الخطبة لَغْو أي: مُنكَر وباطل.
«وَمَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ
تَكَلَّمَ وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ» ([1])
أي: بطل ثوابه،
فقوله:
«فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ» أي: ليس له فضل
الجمعة، والصَّلاة تجزؤه ولكن يفوته الثواب.
«وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ» أي: مشى إلى الجمعة في مجيئه إليها، ولم يركب لأجل أن تحصل له الخطوات التي يَخْطُوْها إلى المسجد، ويُكتب له بكل خطوة عمل سُنَّة صيامها وقيام ليلها، وهذا فضل عظيم، فدل هذا على أن المشي أفضل من الركوب إذا تيسر المشي، وإذا احتاج إلى الركوب فإنه يركب للعذر، ويحصل على هذا الأجر.
([1]) أخرجه: أحمد (2/124).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد