وَعَنْ أَوْسِ بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى
الله عليه وسلم يقول: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَبَكَّرَ
وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ
يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سُنَّة أَجْرُ صِيَامِهَا
وَقِيَامِهَا» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ وَلَمْ يَذْكُرْ التِّرْمِذِيُّ: وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ.
****
وكان
فيه شيء من الرائحة؛ لأنه أتى من مكان بعيد رضي الله عنه، فعند ذلك قال النَّبِي
صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ
تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا»، وهذا يدل: على عدم الوجوب، وإنما
هو مستحب؛ لأجل إزالة الرائحة التي تعلق بالإنسان.
وهذا
الحديث: جاء في موضوع الاغتسال ومعه بعض الأمور المشروعة، «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»
قيل معناه: غسل رأسه واغتسل في جسمه، وقيل معناه: غسل في نفسه وغسل
زوجته بسبب الجِماع، فهذا دليل: على استحباب أن يكون الاغتسال يوم الجمعة
عن جنابة، وقيل: معناهما واحد، ولكنه جاء بهذا السياق من أجل التأكيد، وليس من أجل
اختلاف المعنى.
«وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ» وهذا أيضًا قيل معناه التأكيد، والمعنى واحد، فالمعنى أنه بكَّر مُتقدمًا، ولا يتأخَّر إلى دخول الإمام.
([1]) أخرجه: أحمد (26/92)، وأبو داود (345)، والترمذي (496)، والنسائي (1384)، وابن ماجه (1087).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد