وَعَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:
«مَنْ تَوَضَّأَ لِلْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَذَلِكَ
أَفْضَلُ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلا ابْنُ مَاجَهْ فَإِنَّهُ رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ.
وَعَنْ عُرْوَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قالت: كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ
وَمِنْ الْعَوَالِي فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ فَيُصِيبُهُمْ الْغُبَارُ
وَالْعَرَقُ فَتَخْرُجُ مِنْهُمْ الرِّيحُ فَأَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم
إنْسَانٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: لَوْ
أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا» ([2]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
****
وهذان
الحديثان من أدلة الجمهور على أن غسل الجمعة ليس واجبًا، فالحديث الأول:
فيه أنه قال: «مَنْ تَوَضَّأَ
لِلْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ» بِهَا: أي بالسُنَّة، ونِعمتْ السُنَّة
الوضوء، ومن اغتسل فالغُسل أفضل، فهذا يدل: على أن الغُسل ليس بواجبٍ، إنما هو
أفضل.
والحديث الثاني: يدل على بيان المعنى الذي شُرِع الاغتسال يوم الجمعة من أجله وهو إزالة الروائح الجِسْمية التي تكون في جسم الإنسان بسبب العَرَق، والغُبار، فكان الصحابة يأتون إلى الجمعة من العَوَالي، في ظاهر المدينة، ويأتون إليها من قريب ومن بعيد، فالذين يأتون من بعيد يتعرضون للشمس، والغُبار، والعَرَق، فتحصل منهم رائحة كريهة؛ لأنهم يلبسون الصوف ويعرقون، فيحصل من العرق روائح غير مرغوب فيها، وقد جاء رجل منهم إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة،
([1]) أخرجه: أحمد (33/344)، وأبو داود (354)، والترمذي (497)، والنسائي (1380).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد