أَبوَابُ التَّيَمُّمِ
****
بَابُ
تَيَمُّمِ الْجُنُبِ لِلصَّلاةِ إذَا لَمْ يَجِدْ مَاءً
****
التيمم لغةً: القصد، والمراد به هنا:
قصد الصعيد، أو قصد التراب للتطهر به عند عدم الماء، أو العجز عن استعماله، وهو
رخصة من الله عز وجل لإزالة الحرج عن هذه الأمة قال الله تعالي: ﴿وَإِن كُنتُم
مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ
لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ﴾ [النساء: 43] أي: اقصدوا ﴿صَعِيدٗا طَيِّبٗا﴾
[النساء: 43] والصعيد قيل هو: وجه الأرض، وقيل هو: ما تصاعد من الغبار، و﴿طَيِّبَٰتِ﴾ [البقرة: 57] أي: طاهرًا، ﴿فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ﴾ [المائدة: 6] هذه الآية في سورة المائدة، وفي سورة
النساء: ﴿فَٱمۡسَحُواْ
بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ﴾
[النساء: 43] فالآيتان هما الأصل في التيمم مع الأحاديث الصحيحة، وهو من خصائص هذا
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح، والتراب بدل الماء للتطهر به
عند عدم الماء أو العجز عن استعماله، وهذا من تيسير الله علينا، ولهذا قال جل وعلا:
﴿مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ
نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾
[المائدة: 6]. فهذا من نِعم الله على هذه الأمة أن الله خصَّها بالتيمم عند عدم
الماء أو العجز عن استعماله، والتيمم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
الجُنُب
هو: الذي عليه جنابة بِجِماعٍ أو احتلامٍ.
لماذا
خص المُصَنِّف الجُنُب؟ لأن مِن العلماء من يقول: إن التيمم لا يكون إلا من الحدث
الأصغر، ولا يكون من الجنابة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد