كِتَابُ الصَّلاة
****
بَابُ افْتِرَاضِهَا
وَمَتَى كَانَ
****
لمَّا فرغ المُصَنِّف من الطهارة
وأحكامها ذكر كتاب الصَّلاة؛ لأن الصَّلاة لا تصح إلا بالطهارة، فهي شرط لصحتها،
والشَّرط يتقدم على المَشْروط، والكِتاب ما يشتمل على أبواب، فهذا الكتاب يشتمل
على أبواب من أحكام الصَّلاة، والصَّلاة لها أهمية عظيمة في الإسلام فهي الركن
الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولها أهمية ومكانة عند الله عز وجل ولهذا
قالوا: من أراد أن يعرف قَدْر الإسلام فلينظر مكانة الصَّلاة في نفسه، فإن كان
يُعظِّم الصَّلاة ويقدرها فهو يُقَدِّر الإسلام عنده ويُعظِّم الإسلام، وأما إن
كان يتهاون بالصَّلاة ولا يهتم بها فإنه مُتَهاون بالإسلام.
الصَّلاة
في اللغة: الدعاء، قال تعالي: ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾
[التوبة: 103] أي: ادع لهم، فالصَّلاة يُراد بها الدعاء، وسُمِّيت هذه العبادة
دعاءً لأنها تشتمل على الدعاء، فهي كلها دعاء، إما دعاء عبادة، وإما دعاء مسألة،
فلذلك سُمِّيت بالصَّلاة، وأما معناها شرعًا فهي: عبادةٌ تشتمل على أعمال وأقوال،
ونِيّات، مبتدئة بالتكبير، ومُختتمة بالتسليم.
«افْتِرَاضِهَا»
أي: إيجاب الصَّلاة، «وَمَتَى كَانَ»
أي: ومتى كان إيجابها. فالصَّلاة فرْضٌ على هذه الأمة ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء:
103]، والكِتاب معناه الفرض،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد