وَعَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّ رَجُلا مِنْ
الأَنْصَارِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي
مَجْلِسٍ يُسَارُّهُ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنْ الْمُنَافِقِينَ،
فَجَهَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا
إلَهَ إلا اللَّهُ؟» قَالَ الأَنْصَارِيُّ: بَلِيَ يَا رَسُولَ الله وَلا
شَهَادَةَ لَهُ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله؟» قَالَ
بَلِيَ وَلا شَهَادَة لَهُ، قَالَ: «أَلَيْسَ يُصَلِّي؟» قَالَ بَلَى وَلا صَلاةَ
لَهُ، قَالَ: «أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِمْ» ([1]). رَوَاهُ
الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا.
****
وهذا مثل الأحاديث التي قبله: أن من شهد
أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأقام الصَّلاة فإنه لا يُقتل، وليس
لنا إلا الظاهر فلا نُفَتِّش عن نِيَّات الناس، ولهذا قبل النَّبِي صلى الله عليه
وسلم إسلام المنافقين وهم في الدَّرك الأسفل من النار؛ لأننا ليس لنا إلا الظاهر،
وأما الحكم على البواطن فهو إلى الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه: دليل على أن
من صَلَّى فإنه لا يُقتل، وأن من لم يُصلِّي فإنه يُقتل.
***
([1]) أخرجه: الشافعي (ص: 320)، وأحمد (39/73).
الصفحة 6 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد