×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ، إلا أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: وَصَلَّى الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ حِين صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ لِوَقْتِ الْعَصْرِ بِالأَمْسِ. وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ. وَفِيهِ: ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا وَقْتُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، وَالْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

****

«فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ، إلا أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: وَصَلَّى الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ حِين صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ لِوَقْتِ الْعَصْرِ بِالأَمْسِ» إذا صار ظل الشيء مثله في الطول انتهي وقت الظهر ودخل وقت العصر، فهذا دليلٌ على أنه ليس هناك فاصل بين وقت الظهر ووقت العصر، بل بمجرد انتهاء وقت الظهر يدخل وقت العصر، وهذا هو الصحيح.

«وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ» صلاَّها في أول الوقت عند مغيب الشفق الأحمر، وفي المرة الثانية حين ذهب نصف الليل، فدل على أن هذا آخر الوقت المُختار لها، وفيه حديث إلى ثلث الليل.

«وَفِيهِ: ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا وَقْتُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ» والأنبياء يَقتدي بعضهم ببعض ﴿فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ [الأنعَام: 90].

«وَالْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ» أي: أول الوقت وآخره.

***


الشرح