وَعَنْ أَبِي ذَرِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي
سَفَرٍ فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ فَقَالَ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم: أَبْرِدْ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْرِدْ
حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُولِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: إنَّ
شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا
بِالصَّلاة» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
****
تعجيل
صلاة الظهر في غير وقت الحر أفضل، وتأخيرها في وقت شدة الحَر إلى أن ينكسر الحَر
أفضل؛ رِفقًا بالناس، وهذا من رحمة الله بعباده، ثم لنعلم أن التقديم والتأخير
مرتبط بالجماعة، فلا تترك صلاة الجماعة في العشاء وتقول: أؤخِّرها وأصَلِّى آخر
الوقت أفضل، نقول: لا يجوز هذا فالجماعة واجبة، وتأخير العشاء إلى آخر الوقت
سُنّة، ولا تُقَدَّم سنة على واجب، فالواجب أن تصلى مع الجماعة، وكذلك في حالة
البرد إذا صار الناس يصلون الظهر في أول وقتها وفي وقت الحر فصلِّ معهم، ولا تترك
الصَّلاة مع الجماعة.
وفى
الحديث: بيان سبب شدة الحر وأنه من فيح جهنم.
«فَيْءَ التُّلُولِ» أي: ظِل التُّلُول، وهي المرتفعات، وهذا يدل: على أن الإبراد مَسْنون في الحضر والسفر.
([1]) أخرجه: أحمد (35/302)، والبخاري (539)، ومسلم (616).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد