وَلِلنَّسَائِيِّ:
رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِطُولَى الطُّولَيْنِ .
وَقَدْ سَبَقَ
بَيَانُ امْتِدَادِ وَقْتِهَا إلَى غُرُوبِ الشَّفَقِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ .
****
المفصل، فنبهه زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى أن
النَّبِي صلى الله عليه وسلم قرأ بالسور الطوال في المغرب. «طُولَى الطُّولَيْنِ» الأنعام والأعراف، والأعراف أطول من الأنعام،
ولهذا يُقال طُولا الطولين، وهذا في بعض الأحيان، والنَّبِي صلى الله عليه وسلم
قرأ في المغرب بالأعراف، وقرأ بالطور، وقرأ بالمرسلات.
فزيد
بن ثابت رضي الله عنه نَبَّه الأمير على أنه لا يستمر على قراءة القصار، فعليه
أحيانًا أن يقرأ بالطوال؛ إِحياءً للسُّنة.
«وَلِلنَّسَائِيِّ: رَأَيْتُ
رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِطُولَى الطُّولَيْنِ المص»
هذا يُفسر قوله: «بِطُولَى
الطُّولَيْنِ» وأن المُراد بها الأعراف.
قوله:
«وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ امْتِدَادِ وَقْتِهَا
إلَى غُرُوبِ الشَّفَقِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ» أي: سبق في أول الباب أحاديث
عدة في أن المغرب يمتد وقتها إلى مغيب الشفق، والجمهور على أن المُراد به الشفق
الأحمر الذي يبقي بعد غروب الشمس، وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أن المُراد
بالشفق: هو الشفق الأبيض الذي يكون بعد الأحمر، ولكن هذا قول مخالف للأدلة، والذي
عليه الجمهور وهو الصحيح: أن المراد بالشفق هنا: هو الشفق الأحمر، فدل:
على أن المغرب يمتد وقتها ما بين مغيب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر، ثم يدخل وقت
العشاء.
***
الصفحة 4 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد