وَعَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ:
مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَقَدْ سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِطُولَى الطُّولَيْنِ ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ، وَزَادَ عَنْ عُرْوَةَ بِطُولَى
الطُّولَيْنِ الأَعْرَافِ،
****
الغالب أن ما يُقرأ في صلاة المغرب يكون من
قصار المفصل، وهي تبدأ من الضحى إلى سورة الناس، والمفصل هو الحزب الأخير من أحزاب
القرآن، وقد اختلفوا في بدايته، فمنهم من يقول: يبدأ من الدخان، ومنهم
من يقول: يبدأ من سورة الفتح، ومنهم من يقول: يبدأ من سورة الحجرات،
ومنهم من يقول: يبدأ من ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ
ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1]، ومنهم من يقول يبدأ
من الذاريات، والأمر في هذا سهل.
وسُمي:
مفصلاً لكثرة الفواصل فيه بين السور والآيات؛ لأن سوره قصيرة، وسور المفصل كلها
مكية، وكلها في التوحيد والعقيدة، وتمتاز بقصر الآيات وجزالتها.
ويُقرأ
في الهجر: مِن طوال المفصل، وطوال المفصل تبدأ من: أوله
إلى سورة النبأ، والأوساط من النبأ إلى الضحى، والقصار من الضحى إلى آخر القرآن
الكريم، ويُقرأ في المغرب من قصاره، وفي الفجر من طِواله، وفي بقية الصلوات من
متوسطات السور، وهذا هو الأفضل، وإذا خالف في بعض الأحيان وقرأ بالقصير أو بالطويل
أو بالمتوسط فكله جائز والحمد لله.
ومروان بن الحكم الأُموي هو: أمير المدينة، وكالعادة فقد كان الأمير هو الذي يُصلِّي بالناس، وكان مروان يقرأ في المغرب من قصار
([1]) أخرجه: أحمد (35/ 504)، والبخاري (764)، والنسائي (989).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد