وَعَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلالُ
اجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ نَفَسًا يَفْرُغُ الآكِلُ مِنْ طَعَامِهِ
فِي مَهَلٍ وَيَقْضِي الْمُتَوَضِّئُ حَاجَتَهُ فِي مَهَلٍ» ([1]). رَوَاهُ عَبْدُ
الله بْنُ أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ .
وَكُلُّ هَذِهِ
الأَخْبَارِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْمَغْرِبِ وَقْتَيْنِ وَأَنَّ السُّنَّةَ أَنْ
يُفْصَلَ بَيْنَ أَذَانِهَا وَإِقَامَتِهَا بِقَدْرِ رَكْعَتَيْنِ.
****
هذا دليل: على أن الإقامة تُؤخَّر عن
الآذان، ولا يقرن بينهما في وقت متقارب، بل يجعل بينهما فاصل من أجل أن يتمكن
الناس من الحضور، ومن كان على طعام يأخذ نهمته، ومن كان يتوضأ يُكمل وضوءه، ومن
كان في عمل ينهيه ويأتي، فلا يُبادر بالإقامة بعد الآذان، لأن هذا خلاف السُنَّة
وهو يحرج الناس.
فقوله:
«اجْعَلْ بَيْنَ أَذَانِكَ وَإِقَامَتِكَ
نَفَسًا» أي: سعة بين الآذان والإقامة؛ رِفقًا بالناس، وحرصًا علي حضورهم أول
الصَّلاة.
قال المصنف: «وَكُلُّ هَذِهِ الأَخْبَارِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْمَغْرِبِ وَقْتَيْنِ»
وقت بداية، ووقت نهاية، فهو وقت ممتد، فبداية المغرب بالغروب، ونهايته بمغيب الشفق
الأحمر، ردًا على من قال: ليس للمغرب إلا وقت واحد، وهو عند مغيب الشمس.
***
([1]) أخرجه: أحمد (35/207).
الصفحة 5 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد