وَعَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلَى
الْيَمَنِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ إذَا كَانَ فِي الشِّتَاءِ فَغَلِّسْ
بِالْفَجْرِ وَأَطِلْ الْقِرَاءَةَ قَدْرَ مَا يُطِيقُ النَّاسُ وَلا تَمَلَّهُمْ،
وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ فَأَسْفِرْ بِالْفَجْرِ فَإِنَّ اللَّيْلَ قَصِيرٌ
وَالنَّاسُ يَنَامُونَ فَأَمْهِلْهُمْ حَتَّى يُدْرِكُوا» ([1]).
رَوَاهُ
الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ وَأَخْرَجَهُ
بَقِيِّ بْنُ مَخْلَدٍ فِي مُسْنَدِهِ الْمُصَنَّفِ.
****
فإذا
كان يُسفر بها بعض الأوقات لأجل بيان الجواز أو لأجل سبب اقتضى ذلك فلا مانع، ولكن
السُّنة أفضل وهي التبكير بها في أول وقتها.
هذا الحديث فيه: أن النَّبِي لما بعث
معاذ بن جبل إلى اليمن معلمًا، وقاضيًا، وداعيًا إلى الله، وأوصاه أن يبكر بالفجر
في الشِّتاء؛ لأن الليل طويل، والناس أخذوا راحتهم، وأما في الصيف فيسفر بالفجر؛
لأن الليل قصير والناس يحتاجون إلى الانتظار أكثر، لكن الأحاديث التي مرت كلها تدل
على انه لا تفصيل بين الشتاء والصيف، وأن الفجر يبكر بها في أول وقتها، وهذا هو
الذي استمر عليه عمل الرَّسُول حتى تُوفي، وقالوا عن هذا الحديث: إنه
متقدم، والأحاديث التي في الباب متأخرة عنه، وهي ناسخة له.
«الْبَغَوِيّ»
إمام جليل من أئمة الشافعية، وله التفسير المشهور، وله كتاب شرح السنة.
و«بَقِيِّ بْنُ مَخْلَدٍ» هو عالم من علماء الأندلس، وله مُسند مشهور.
([1]) أخرجه: البغوي في شرح السنة (2/199).
الصفحة 8 / 580
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد