وَعَنْ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: كُنْت مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهُ:
إنِّي أُصَلِّي مَعَك ثُمَّ أَلْتَفِتُ فَلا أَرَى وَجْهَ جَلِيسِي ثُمَّ
أَحْيَانًا تُسْفِرُ، فَقَالَ: كَذَلِكَ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم
يُصَلِّي وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَلِّيَهَا كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله
عليه وسلم يُصَلِّيهَا ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ .
****
«ثُمَّ قَالَ: إنَّ رَسُولَ الله
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ حُوِّلَتَا عَنْ
وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَلا يَقْدَمُ
النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا وَصَلاةُ الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةَ»»،
فالمغرب حولت عن وقتها إلى وقت العشاء من أجل الجمع، والفجر بودر بها عند طلوع
الفجر مباشرة، وكان المعتاد أن يتأخر قليلاً حتى يتوضأ الناس، ويأتي المصلون إلى
المسجد، ولكن في مزدلفة بادر وصلي عليه الصَّلاة والسلام في أول الوقت.
ابن
عمر رضي الله عنهما مشهور بحب الاقتداء، والحرص على الاقتداء برسول الله، وفي صلاة
الفجر كان يُصلي والرجل لا يعرف جليسه من الظُّلمة، وهذا دليل: على انه
يُبكر بها في أول وقتها؛ لأنه بعد طلوع الفجر يبقى ظُلمة تسمى بالغلس، ولم تكن
توجد في أزمانهم كهرباء، أو سُرج، فلا يرى الرجل جليسه بسبب هذه الظُّلمة.
وأحيانا كان ابن عمر رضي الله عنهما يؤخرها، ويسفر بها، فلما سأله الراوي قال: هكذا رأيت رسول الله يفعلها، وهذا لا يزيد عن الأحاديث السابقة، وهو أن صلاة الفجر يُبكر بِها وأحيانًا تؤخر ويسفر بها، لكن هذا غير الغالب من السُّنة.
([1]) أخرجه: أحمد (10/332).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد