وَلأَحْمَدَ وَالْبُخَارِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الله فَقَدِمْنَا جَمْعًا فَصَلَّى الصَّلاتَيْنِ كُلَّ
صَلاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ وَتَعَشَّى بَيْنَهُمَا ثُمَّ صَلَّى
حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَائِلٌ يَقُولُ: طَلَعَ الْفَجْرُ وَقَائِلٌ: لَمْ
يَطْلُعْ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ
هَاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ حُوِّلَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمَغْرِبَ
وَالْعِشَاءَ وَلا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا وَصَلاةُ
الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةَ».
****
ومما
يدل على ذلك: رواية مسلم: «قبل وقتها بغلس» والغلس كما سبق هو الظلمة قبل الإسفار.
وقوله: «خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الله» يقصد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه «فَقَدِمْنَا جَمْعًا» أي مزدلفة؛ لأن الناس
يجتمعون فيها، وسميت مزدلفة: من الإزلاف؛ لأن الناس يزلفون إليها، وسميت
بالمشعر الحرام: لأنها فيها الجبل الذي هو جبل المشعر الحرام.
«فَصَلَّى الصَّلاتَيْنِ كُلَّ
صَلاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ وَتَعَشَّى بَيْنَهُمَا»
هذا دليل علي: أن الجمع لا يفوته الفاصل اليسير، فيجوز أن يفصل بين صلاتين في
الجمع بفاصل يسير إما بوضوء، أو إنزال الرحل عن الدابة، أو العَشاء الخفيف.
وقوله:
«بأذان وإقامة» يدل على أنه يؤذن
للصلاتين المجموعتين بأذان واحد وإقامة لكل صلاة. أي: بأذان واحد وإقامتين.
وقوله: «ثُمَّ صَلَّى حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَائِلٌ يَقُولُ: طَلَعَ الْفَجْرُ وَقَائِلٌ: لَمْ يَطْلُعْ» دل هذا: على شدة التبكير، والحكمة من التبكير: أن يتفرغ لذكر الله قبل الرحيل من مزدلفة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد