وَعَنْ أَبِي ذَرِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
«كَيْفَ أَنْتَ إذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلاة أَوْ
يُؤَخِّرُونَ الصَّلاة عَنْ وَقْتِهَا؟»، قُلْت: فَمَا تَأْمُرنِي؟ قَالَ: «صَلِّ
الصَّلاة لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَك
نَافِلَةٌ»، وَفِي رواية: «فَإِنْ أُقِيمَتْ الصَّلاة وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ
فَصَلِّ»، وَفِي أُخْرَى: «فَإِنْ أَدْرَكَتْكَ - يَعْنِي الصَّلاة - مَعَهُمْ
فَصَلِّ وَلا تَقُلْ: إنِّي قَدْ صَلَّيْتُ فَلا أُصَلِّي» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ .
****
والسجدة
هنا يراد بها: الركعة، وعبر بها: لأنها أهم أركان الصَّلاة
ومن أدرك ركعة في الوقت فإن صلاته تكون أداء.
هذا
الحديث برواياته فيه مسألتان:
المسألة
الأولى: المحافظة على الصلاة في الوقت، وأن لا يُؤخِّرها عنه،
قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ
عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾
[البقرة: 238].
والمسألة الثانية: فيه وجوب جمع الكلمة، وذلك بالصَّلاة مع الولاة؛ وإن أخروا الصلاة عن وقتها جمعًا للكلمة، وتحاشيًا للتفرق، وهذه مسألة عظيمة فيحافظ علي صلاته ويصليها في وقتها، ويحافظ علي جمع الكلمة فيصلي مع الولاة وإن تأخروا، وتكون الصلاة الثانية نافلة.
([1]) أخرجه: أحمد (35/ 335)، ومسلم (648)، والنسائي (859).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد