وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ؛ فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوا،
فَأُتِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤوا
مِنْهُ، فَرَأَيْت الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّؤوا
مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ. وَمُتَّفَقٌ عَلَى مِثْلِ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
الله ([2]).
****
في هذا الحديث معجزة:
من معجزاته صلى الله عليه وسلم حيث إن الماء القليل إذا وضع فيه يده كثُر وكفى
الفئام من الناسز
قوله:
«وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ» أي:
حضرت، «فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ»
أي: بحثوا عنه، وهذا فيه: دليل على أنه يجب البحث عن الماء للمسافر فلا يبادر
ويتيمم حتى يبحث عن الماء حوله وبقربه وبدلالة من يقابله ويسأل عنده، فإذا لم يجد
ماءً، فإنه يتيممز
قوله:
«فَأُتِيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم بِوَضُوءٍ» أي يكفي واحدًا وهم جيش فكيف يتوضؤوا منه؟ ولما وضع صلى الله
عليه وسلم يده الشريفة في الماء القليل من أجل أن يزيد ببركة يده صلى الله عليه
وسلم فحصل ذلك فجعل الماء يفور من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم حتى توضأ الناس
كلهم، فهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، ومن بركته صلى الله عليه وسلم ولماذا
أورده المؤلف هنا؟ ليستدل به على أن الماء المبارك لا بأس في استعماله في الطهارة.
وسيذكر المؤلف نظيره، وهو ماء زمزم فهو مبارك ويُتوضأ به ويُغتسل منه.
([1]) أخرجه: أحمد (19/352)، والبخاري (169)، ومسلم (2279).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد