وقسم أمر أبا طلحة رضي الله عنه أن يوزعه على
الناس، وهذا من باب التَبرُّك بشعر النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وقد أسفلنا أن
التَبرُّك بما انفصل من جسمه الشريف من عرق أو شعر أو لعاب أنه طاهر، وأنه
يُتَبرَّك به، وهذا خاص بالنَّبِي صلى الله عليه وسلم، أمَّا غيره فلا يُتَبرَّك
به ولا يُتَبرَّك بشيء إلا بالله سبحانه وتعالى فلا يُتَبرَّك بأبي بكر، ولا عمر،
ولا عثمان رضي الله عنهم، وهم من أفضل هذه الأمة، ولا يُتَبرَّك بالعلماء والأئمة،
فلا يُتَبرَّك بأحد إلا بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم خاصة في حياته، أمَّا
التَبرُّك بالتراب الذي مشى عليه أو جلس فيه أو بالبيت الذي جلس فيه أو سكنه
النَّبِي صلى الله عليه وسلم أو غيره، فهذا باطل لأنه طلب للبركة من غير الله
سبحانه وتعالى، ولا يجوز التَبرُّك بالآثار والأشجار والأحجار وغير ذلك بحجة أن الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم أو أحدًا من الصالحين جلسوا فيها، أو ناموا فيها، أو صلوا
فيها، أو إلى آخره فهذا لا أصل له في دين الإسلام، وإنما هذا عند الخرافيين
والجهال الذين لا يتقيدون بالسنَّة، وإنما يتبعون أهواءهم أو يقلدون غيرهم من
المخرفين والجهال، وهذه التَبرُّكات بالآثار باطلة لأنها طلب للبركة، والبركة إنما
تطلب من الله سبحانه وتعالى.
هذا
هو المقصود في الباب أن شعر المسلم طاهر، وأن شعر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مع
كونه طاهرًا فهو أيضًا يُتَبرَّك به؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم قال: «اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ»، وكان
الصحابة رضي الله عنهم يُتَبرَّكون بشعره صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد