وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ
يُنْتَفَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إذَا دُبِغَتْ ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ.
وَلِلنَّسَائِيِّ:
سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ فَقَالَ:
«دِبَاغُهَا ذَكَاتُهَا» ([2]).
وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ
عَنْهَا: عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «طَهُورُ كُلِّ أَدِيمٍ
دِبَاغُهُ» ([3]). قَالَ
الدَّارَقُطْنِيّ: إسْنَادُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
****
«نَنْتَبِذُ فِيهِ»
أي: يجعلون فيه النَّبِيذ، والنَّبِيذ: هو الماء يطرح فيه العنب، أو شيء من
الفواكه حتى يكون حلوًا فيشربونه ما لم يشتد ويزبد أو تأتي عليه ثلاثة أيام كما
يأتي في الأشربة.
«نَنْتَبِذُ فِيهِ حَتَّى صَارَ
شَنًّا» فهذا دليل على ما دلت عليه الأحاديث السابقة أن الدباغ
يطهر جلد الميتة من الغنم.
هذا
الحديث مثل الأحاديث السابقة: أن جلود الميتة إذا دبغت جاز
استعمالها لتجعل وعاءً للماء وغيره، وظاهره العموم لكل ميتة.
فالذَّكَاة تبيح أكل اللحم، والدباغة تبيح استعمال الجلد ولو لم يُذك، وجعل النَّبِي صلى الله عليه وسلم دباغة الجلد ذكاته وهذا من باب التشبيه،
([1]) أخرجه: أحمد (40/503)، وأبو داود (4124)، والنسائي (4252)، وابن ماجه (3612).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد