وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه
وسلم إذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلاَءِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ» ([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلاَّ النَّسَائِيّ.
وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلاَءِ
قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الأذَى وَعَافَانِي» ([2]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ .
****
وهذه
الرواية التي في سنن سعيد زادت أنه يقول: «بِسْمِ
الله»، والحديث الذي قبلها ليس فيه بسم الله فَتُضمُ إلى ما سبق وإذا أراد أن
يدخل الخلاء يقول: «بِسْمِ الله
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ».
هذا ذكر الخروج، بعد ذكر الدخول إلى الخلاء أنه كان إذا خرج قال: «غُفْرَانَكَ» أي: أسألك غفرانك فغفرانك منصوب على أنه مفعول لفعل محذوف أي: أسألك غفرانك والغفران والمغفرة بمعنىً واحد وهو ستر الذنوب وتكفيرها عن المسلم. ومن أي شيء يستغفر في هذا الموضع؟ قالوا لأن المسلم في الخلاء لا يذكر الله فتمر عليه فترة لا يذكر الله فيها والنَّبِي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه، وتمر عليه فترة وجوده في الخلاء لا يذكر الله فيها فهو يستغفر الله من هذا التقصير، وفي الرواية الثانية أيضًا زيادة: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» فهو يحمد الله
([1]) أخرجه: أحمد (42/124)، وأبو داود (30)، والترمذي (7)، وابن ماجه (300).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد