×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ»، قَالُوا: وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد.

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا الْمَلاعِنَ الثَّلاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالظِّلِّ» ([2]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ: هُوَ مُرْسَلٌ .

****

 عن الصحابي عبد الله بن سرجس رضي الله عنه أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نهى عن البول في الجحور، سُئِلَ قتادة رضي الله عنه راوي الحديث: ما علة النهي؟ فأجاب بأنه يقال: بأنها مساكن الجن، فلا تؤذي الجن؛ لأنهم إذا أصبتهم يصيبونك بالمس، ولأن الأذية ممنوعة للإنس والجن، وثانيًا: أن هذا فيه خطر على الإنسان لأن الجن ربما يؤذونه ويمسونه ويخبلون عقله، وكذلك علة أخرى، وهي أن هذه الصدوع والجحور تكون مأوى للحشرات، وقد يكون فيها عقارب، ويكون فيها دواب فتصيب الإنسان.

المَلاعِنَ الثلاث أي: الأمكنة التي يُلعن من قضى حاجته فيها؛ لأنه يؤذي الناس فيلعنونه فيكون قد تسبب في جلب اللعنة لنفسه، وتكون هذه اللعنة بحق؛ لأنه آذاهم وظلمهم، فهم يدعون عليه باللعنة وهي: الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولذلك سميت بالملاعن أي: التي يُلْعَنُ من أفسدها.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (14/443)، ومسلم (269)، وأبو داود (25).

([2])أخرجه: أبو داود (26)، وابن ماجه (328).