وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِي صلى الله
عليه وسلم إدَاوَةً لِوُضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا،
قَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا
أَسْتَنْفِضُ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ» فَأَتَيْتُهُ
بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ إلَى جَنْبِهِ ثُمَّ
انْصَرَفْتُ حَتَّى إذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْعَظْمِ
وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ
جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَدَعَوْتُ الله لَهُمْ
أَنْ لا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ إلا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا» ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
****
هذا
كما سبق من الأحاديث التي تُبيِّن أنه لا يجوز الاستنجاء بالعظم ولا بالروثة؛ والعلة:
أنهما طعام إخواننا من الجن، وفيه خدمة أهل الفضل من العلماء وغيرهم من أهل الفضل
في الإسلام، وأن هذا شرف للخادم، وأجر له.
وهذا أبو هريرة رضي الله عنه جاء يَخْدُم النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ولما ذهب النَّبِي صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته تبعه أبو هريرة رضي الله عنه ليَخْدُمه، فسأل: ««مَنْ هَذَا؟» قَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ»، فأمره النَّبِي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه بثلاثة أحجار، أو بأحجار ليس فيها عظم ولا روث، فجاء بها ووضعها بجانب النَّبِي صلى الله عليه وسلم وهو يقضي حاجته، ولما فرغ استعملها صلى الله عليه وسلم، ثم أخبر أن الجن من أهل «نَصِيبِينَ» - اسم موضع - جاءوا إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يعلمهم دين الإسلام، وسألوه عن الزاد.
([1])أخرجه: البخاري (3860).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد