وهذا خارج عن المشروع، فلا إسراف، ولا إهمال، والوَسَطُ هو الخير، وهو العمل بما وردت به السُنَّة.

والاستحداد هو: حَلْقُ العانة بالحديدة التي هي المُوس، فلا يَتْرُك عانته تَطُولُ؛ لأنها تكون مُشَوِّهَة، ويترسب معها أشياء ربما تَجْلَبُ الأمراض، فَيَتَعَاهَدُ عانته، ولا يَتْرُكْهُا تَطُولُ بأن يحلقها، أو يزيلها بالمواد التي تُزِيلُ الشعر.

وَقَصُّ الشَّارب: أو إحفاء الشارب، كل هذه ألفاظ وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يَتْرُكُ شاربه يطول كما يفعله الجهال، والذين لا يُبالون، والشَّارب إذا طال فإنه يُشَوِّهُ الوجه، وأيضًا يُلَوِّث الشَّراب إذا انغمس فيه، وكذلك إزالة شعر الإِبِطِ بالنَّتْفِ إن سَهُل، وإلا بالحلق، وإلا بالقص؛ لأنه إذا تركه يَطُولُ لتَكَوَّنَتْ منه رائحة، وعَرَق، وتَلَبَّدَ عليه العَرَق والوسخ، ويكون له رائحة كريهة.

وأيضًا تقليم الأظافر، فلا يترك أظافره تطول كأظفار الحيوانات والسباع، بل ليبادر بِقَصِّها، هذه سُنَنٌ عظيمة، وأيضًا فإنها تُجَمِّلُ الإنسان، وفيها فوائد صِحيَّة، وفوائد شرعية، فلا يُهملها، أو يقلد الآخرين في تركها، أو تطويلها، بل يعملُ بالسُّنَّةِ الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

---

الشرح