×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي الاسْتِنْجَاءَ - قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ -» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

****

 الخِصال الأولى التي سَبَقَتْ في الحديث الأول خمس، زادت في هذا الحديث إلى عَشْر، وهي من دين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ودين الأنبياء هو الإسلام الذي هو دين النَّبِيين جميعًا، وهذه العشر هي:

«قَصُّ الشَّارِبِ» قَصُّ الشَّارب، وهذا سبق.

«وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ» وإعفاء اللحية، وهو: تَرْكُها تُطُولُ وَتَنْمُو، ولا يَتَعَرَّضُ لها بقصٍ، ولا بِنَتْفٍ، ولا بِحَلْقٍ؛ لأنها جَمَال للرَجُلِ، فارقة بينه وبين المرأة، والآن جاء ناس عكسوا السُّنَّة، فصاروا يَحْلِقُونَ اللحية، أو يجزونها، ويُعْفُونَ الشَّوارب، أو يُطِيلُونها؛ لأن الشيطان يأمرهم بذلك، يأمرهم بمخالفة السُنَّة النبوية فيُطِيعُونَ الشيطان، ويقلدون الكفار في هذا، فَيَتْرُكُونَ سُنَّة نبيهم صلى الله عليه وسلم التي فيها جمالهم، وكمالهم، وزينتهم، ويتركون مظهرهم الطيب، إلى المظهر السيئ،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (41/507)، ومسلم (261)، والترمذي (2757)، والنسائي (5040).