وهي نصف المجتمع، ولا ينظرون إلى تعطيل البيوت، وتَفَكُّكِ الأُسَرِ، وضياع الأولاد الصغار الذين يُلْقَون في دور الحضانة عند أُناس لا يرحمونهم، ولا يعطفون عليهم، يلقونهم في دور الحضانة كأنهم ليس لهم أم، وليس لهم بيت يُؤْوِيهِم، يلقونهم في دور الحضانة، والمرأة تَكَدّ وتكدح خارج البيت، وهي لم تُخْلَقْ لهذا، إنما خُلقت - بعد عبادة ربها - لخدمة البيت، والعمل في البيت، قال الله تعالى: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33] وبيوتهن خير لهن كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» ([1]) خير لَهُنَّ حتى من الخروج إلى المسجد للعبادة، فكيف بالخروج لغير المسجد، ولغير العبادة، لكن هؤلاء مخدوعون، أو أنهم يتعمَّدون الإفساد، لكن إن أحسنَّا بهم الظن قلنا: إنهم مَخْدُوعون، وإلا فبعضهم يعلم هذا، ولكنه يريد ما يريده الغرب، ويُسَمُّونَ هذا حضارةً وتَقَدُّمًا، ويَعدُّون ذلك من حقوق المرأة، وهذا عقوق للمرأة، وهذا ظُلْمٌ للمرأة، وهم يقولون أن هذا إنصاف للمرأة، وهذا إطلاق لها من القيود أي: الأحكام الشرعية، وفَكٌّ لها من الحبس، فعلى المسلمين أن ينتبهوا لهذا الأمر، ولا ينسوا ما يُراد بالمسلمات حتى لا تَضِيع الأمور، ويُصبح المجتمع الإسلامي كالمجتمعات الكافرة لا يعرف معروفًا، ولا يُنْكِرُ منكرًا، فيجب التنبه لهذه الأمور، ومحاربة هذه الأفكار قبل أن تستشري في المجتمعِ، ويُسَمُّون قَوَامَةَ الزوج على المرأة وقوامة الوَلِيّ على المرأة، يُسَمُّون هذا: العنف الأُسريّ، ويريدون أن تكون
([1]) أخرجه: أحمد (9/337)، وأبو داود (567).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد