وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد في الصلاة
كما في الحديث، والله عز وجل يَنْصِبُ وجهه قِبَلَ وجه المصلي يسمع مناجاته، ويجب
عوانه، وقد فرضها الله في اليوم والليلة خمس مرات لمكانتها عنده سبحانه وتعالى
ولفائدتها للعبد بُنِيَتْ لها المساجد، وشُرِعَتْ لها الطهارة، واستقبال القبلة،
وشُرِعَ لها الأذان بأعلى صوت، وأوجب الله لها الجماعة، وكل ذلك يدل على أهميتها
عنده، وصلاة الجماعة في المساجد فيها تعارف وتآلف بين المسلمين، وتعاون على البر
والتقوى، واجتماع للكلمة وطرد للشياطين.
فالذي
ينفرد عن الجماعة ويصلى في بيته - كما يُنادِى به بعض الجهال، أو الضُّلاَّل -
يخسر أجر مضاعفة الصلاة الواحدة إلى سبع وعشرون درجة، كما جاء في الحديث ويتسلط
عليه الشيطان، ويخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتَفُوته أجورٌ كثيرةٌ،
ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ المساجدَ وأمر برفعها قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا
ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ
تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ
يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾ [النور: 36، 37]، وهذا عكس ما يُنادِى به بعضهم من عدم
إغلاق المحلات وقت الصلاة فهم يريدون أن يلهو عن صلاة الجماعة في المساجد بالبيع
والشراء، وقد خسرت تجارتهم، وبطل مسعاهم، وخالفوا أمر ربهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد