وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَجْمِرُ بِالأَلُوَّةِ
غَيْرَ مُطْرَاةٍ، وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ وَيَقُولُ: هَكَذَا
كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ([1]) رَوَاهُ
النَّسَائِيّ وَمُسْلِمٌ، الأَلُوَّةُ: الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ .
وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلا يَرُدُّهُ فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ طَيِّبُ
الرَّائِحَةِ» ([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد .
****
الأَلُوَّةُ: نوع من البخور طيب الرائحة،
ومعنى قوله: «يَسْتَجْمِرُ
بِالأَلُوَّةِ» أي: يضع العود على الجمر ليتطيب بدخان العود الهندي، وهو أطيب
أنواع البخور، والكافور: نوع من النبات طيب الرائحة، ويغسل به الميت لتطييب
رائحته وتَصَلُّبِ جلده، وابن عمر رضي الله عنهما كان يستعمله مع البخور؛ لأن ابن
عمر رضي الله عنهما كان حريصًا دائمًا على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم،
ومن اقتدائه به أنه يستجمر بالأَلُوَّةِ مخلوطةً بالكافور، يضعها على الجمر
ويستنشق ويتطيب برائحتها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
هذا فيه: الحَثّ على قبول الطِّيب إذا أُهْدِىَ إلى المسلم، ولا يَرُدّه؛ لأن فيه فائدتين: طَيِّبُ الرائحة، وخفيف المَحْمَل يستفيد منه ولا يكلفه حمله.
([1])أخرجه: مسلم (2254)، والنسائي (5135).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد