وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي
الْمِسْكِ: «هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ» ([1])، رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَابْنَ مَاجَهْ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَكَانَ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وسلم يَتَطَيَّبُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ الْمِسْكِ
وَالْعَنْبَرِ ([2]). رَوَاهُ
النَّسَائِيّ وَالْبُخَارِيُّ فِي
تَارِيخِهِ.
****
الطِّيْبُ أنواع، منه ما هو: سائل مثل
العُطُورات، ومنه ما هو: دخان، وهو: البخور بعود الأَلُوَّة ونحوه، ومنه ما هو:
مسحوق يذر في مفارق الرأس كالمسك، وقد قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ» وهذا مَدْحٌ
من النَّبِي صلى الله عليه وسلم له خاصة فيحرص المسلم على اقتناء المسك والتطيب
به.
«ذِكَارَةُ الطِّيبِ الْمِسْكِ
وَالْعَنْبَر» أي: أحسن الطيب المسك والعنبر، والمسك معروف
سبق ذكره، والعنبر: نوع من الطيب معروف، فينبغي للمسلم أن يحرص على هذين
النوعين من الطيب ويستعملها.
«وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ» أي: في كتاب التاريخ، وهو غير الجامع الصحيح، وهو كتاب فيه سِيَرُ الرُّواة، ومعرفة أحوالهم، من تأليف الإمام البخاري رحمه الله.
([1]) أخرجه: أحمد (17/371)، ومسلم (2252)، وأبو داود (3158)، والترمذي (992)، والنسائي (1905).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد