وَفِيهِ
دَلِيلٌ عَلَى قَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ.
وَعَنْ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي
سَفَرٍ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، قُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله أَنَسِيت؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ نَسِيت، بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عز
وجل » ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَأَبُو دَاوُد.
****
«وَفِيهِ
دَلِيلٌ عَلَى قَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ» لأن سعدًا واحد ومع هذا قال عمر رضي
الله عنه: مع أنه واحد، وهذا فيه رد على المبتدعة كالمعتزلة وغيرهم الذين يقولون:
خبر الواحد يفيد الظن ولا يفيد العلم، فهذا رد عليهم، هذا خبر واحد، وأمر عمر رضي
الله عنه ابنه أن يعتمده وألا يسأل غيره، وقبول خبر الواحد هو دلالة الكتاب
والسُنَّة فالنَّبِي صلى الله عليه وسلم كان يرسل مراسيله فرادى ولم يكن يرسل
جماعة، وقبول خبر الواحد عليه أدلة كثيرة ذكرها ابن القيم، حيث ذكر أدلة كثيرة على
قبول خبر الواحد ردًا على من أنكره من أهل البدع، فإذا صح الحديث فإنه يحتج به -
سواء أكان متواترًا أو آحادًا - في العقائد، وفي الأحكام، وبعضهم يفرِّق فيقول:
العقائد لا يقبل فيها خبر الواحد، ولذلك أنكروا كثيرًا من الصفات الربانية؛ لأنها
بخبر واحد، فخبر الواحد إذا صح عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فإنه يقبل في
العقائد، وفي غيرها من الأحكام الشرعية، وهذه سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
وهذا دليل واضح: أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه حضر وضوء الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مسح على خفيه ولم يغسل رجليه فقال له المغيرة رضي الله عنه «أَنَسِيت؟» أي: أنسيت غسل الرجلين؟
([1])أخرجه: أحمد (30/77)، وأبو داود (156).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد