×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

****

«بِدَلِيلِ: أَنَّهُ قَرَنَهُ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ بِالإِجْمَاعِ، وَهُوَ السِّوَاك وَالطِّيبُ» الدليل على أن غُسل الجمعة مستحب وليس واجبًا؛ لأنه قرنه مع أشياء لا تجب بالإجماع، وهي: السِّوَاك، فالسِّوَاك مستحب وليس واجبًا، وكذلك قَرَنه بالتطيب، والتطيب أيضًا غير واجب، فدل: على أن غُسل الجمعة غير واجب؛ لأنه قرنه مع أشياء غير واجبة بالإجماع، وهذا ما يسمى عند الأصوليين دلالة الاقتران، فدل: على أنه غير واجب وهذا قول الجمهور.

وهذا أيضًا من أدلة الوجوب عند جماعة من أهل العلم، أن الاغتسال حق، ومعنى «حق» أي: أن الاغتسال واجب في الأسبوع، وكلمة حق تطلق على الواجب في الأصل، والمُراد بالأسبوع أي: يوم الجمعة كما تدل عليه الأحاديث، والجمهور يقولون كلمة «حق» معناها: متأكد وليس واجبًا فرضًا كما سبق.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (14/198)، والبخاري (3487)، ومسلم (849).