×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ ابْن عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: إنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ، قَالَ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

****

 هذا قد استدل به من قال بوجوب الغسل يوم الجمعة؛ لأن عمر رضي الله عنه استنكر ترك الاغتسال، وكان هذا بمحضر من المهاجرين والأنصار، ولم يعترضوا على عمر رضي الله عنه فدل عَلَى وجوبه، والجمهور يقولون: فِعْل هذا الصحابي الجليل يدل على عدم الوجوب، فلو كان واجبًا ما تركه، فهذا الحديث يحتمل الدلالة للفريقين، للذين قالوا: بالوجوب؛ لأن عمر رضي الله عنه استنكر هذا، وللذين قالوا: بالاستحباب؛ لأن هذا الصحابي الجليل من المهاجرين السابقين الأولين لم يغتسل فدل: على أنه مستحب وليس بواجب، وكلا الاحتمالين له وجه.

وهذا رجل من المهاجرين الأولين والسابقين الأولين وهو عثمان رضي الله عنه جاء وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب خطبة الجمعة، فعُمَر كأنه استنكر عليه هذا التأخر، وعدم التبكير إلى الجمعة، فقال عثمان رضي الله عنه: «إنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ» أي: النداء الذي عند دخول الإمام؛ لأنه في وقت عمر لم يكن إلا أذان واحد وهو عند دخول الإمام، فلما سمعه عثمان رضي الله عنه بادَر وتوضأ؛ لأنه لا يتمكن من الاغتسال؛ لأن هذا سيؤخره عن سماع الخطبة، فتوضأ وجاء،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (1/328)، والبخاري (878)، ومسلم (845).