×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ مَيْمُونَةَ قالت: وَضَعْت لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَاءً يَغْتَسِلُ بِهِ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ رَأْسَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى مِنْ مَقَامِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا وَجَعَلَ يَنْفُضُ الْمَاءَ بِيَدِهِ ([1]).

****

  «فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ» أي: على كفيه، أي: - كما سبق - أول ما يبدأ به غسل الكفَّين.

«ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ» مذاكيره أي: ذَكَره، وهذا فيه: مشروعية الاستنجاء قبل الوضوء والاغتسال.

«ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ» أي: بعدما يستنجي يدلك يده بالتراب من أجل إزالة الرائحة التي تعلق.

«ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ» هذا فيه: دليل على أن المضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه.

«ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ» أي: غسل وجهه ثم غسل يديه بعده كما سبق.

«ثُمَّ غَسَلَ رَأْسَهُ ثَلاثًا» أي: بدأ الاغتسال، «ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى جَسَدِهِ» أي: صبَّ الماء على بقية جسده، «ثُمَّ تَنَحَّى مِنْ مَقَامِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ» هذا هو الدليل على أنه يؤخِّر غسل الرِّجلين، ولا يغسلهما قبل الاغتسال.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (44/382)، والبخاري (274)، ومسلم (317)، وأبو داود (245)، والترمذي (103)، والنسائي (253)، وابن ماجه (573).