وقد قال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه: وَقَد مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ «فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَا السَّرَفُ؟» فَقَالَ سَعد:
أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ» ([1]).
فيُكره
الإسراف في الماء لأسباب: أولاً: لأن فيه غلو في العبادة، وثانيًا:
أن فيه إهدار للماء بدون فائدة، وثالثًا: أنه قد يحمل أيضًا على الوسواس، ويكفي
عن هذا: أنه مخالف لسُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يُهدر
كمية كبيرة من الماء بدون فائدة خصوصًا بعدما جاءت الصنابير التي تصب الماء بدون
كلفة فصاروا يفتحونها ويتركونها تصب مياه كثيرة، وهذا إسراف مَنْهِيّ عنه، وقد حذر
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من ذلك، فلا تصب من الماء إلا بقدر الحاجة، وقد
يُسرف في الماء ولا يتطهر، والمطلوب هو إسباغ الاغتسال وإسباغ الوضوء بحيث لا يبقي
شيء إلا وقد وصل إليه الماء، أما كثرة صب الماء بدون فائدة فلا يجوز، فقد يصب ماء
كثير ولا يسبغ الوضوء ولا الاغتسال، وقد يبقي شيء من جسمه لم يصل إليه الماء رغم
صب الماء الكثير.
وهذا الحديث: ساقه المُصَنِّف رحمه الله لأجل عدم الإسراف في صب الماء، وبيان أن المطلوب هو الإسباغ، والإسباغ هو: تعميم الماء على الأعضاء في الوضوء، وتعميم الماء على الجسم في الاغتسال بحيث لا يبقي شيء لا يصل إليه الماء، ويحصل الإسباغ بالصاع كما كان النَّبِي صلى الله عليه وسلم يفعل، ويحصل بالمُدّ كما كان النَّبِي صلى الله عليه وسلم يفعل؛ وهو صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق طهارةً، وأعرف الخلق بما يُشرع، وهو القدوة صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: أحمد (11/636)، وابن ماجه (425).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد