وَعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فُرِضَتْ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم
الصَّلَوَاتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ خَمْسِينَ، ثُمَّ نَقَصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ
خَمْسًا، ثُمَّ نُودِيَ يَا مُحَمَّدُ إنَّهُ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ،
وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الْخَمْسِ خَمْسِينَ ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
****
«فُرِضَتْ» أي: أُوجبت على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته ليلة أُسري به، والإسراء كان من مكة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرِجَ به صلى الله عليه وسلم إلى السماء من المسجد الأقصى، وفي أثناء المعراج في هذه الليلة فُرِضت الصَّلاة عليه بدون واسطة بينه وبين الله، وكانت خمسين صلاة في اليوم والليلة، وما زال صلى الله عليه وسلم يراجع ربه في التخفيف ويسأله التخفيف عن أمته وذلك أنه لَقِيَ موسى عليه السلام فسأله ما افترض الله عليه قال: خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك، فما زال يُراجع ربه حتى استقرَّت على خمس صلوات في اليوم والليلة، فهي خَمس في العمل، وخمسون في الميزان عند الله سبحانه وتعالى، فكل صلاة بِعَشْر صلوات؛ لأن الحسنة بِعَشْر أمثالها، وهذا فضل عظيم لهذه الصلوات الخَمس لمن عرف قَدْرها وحافظ عليها، وأخلص النِّيَة فيها لله عز وجل، وهذا هو ما حصل في حديث الإسراء، وهو حديث طويل اختصر منه المصنِّف ما يتعلق بفرضية الصَّلاة، وهذا يدل: على فضل الله، وعلى أن هذا الدِّين يُسر، وأن الحسنة بعَشْر أمثالها إلى خمسمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: أحمد (20/86)، والترمذي (213)، والنسائي (449).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد