×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ثَائِرَ الرَّأْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصَّلاة؟ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ إلا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا»، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الصِّيَام؟ قَالَ: «شَهْرُ رَمَضَانَ إلا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا»، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ كُلِّهَا، فَقَالَ: وَاَلَّذِي أَكْرَمَكَ لا أَطَّوَّعُ شَيْئًا وَلا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ إنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إنْ صَدَقَ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

****

  «ثَائِرَ الرَّأْسِ» أي: أنه لم يُهذِّب شعره، بل كان شعثًا من السفر، وبادَر إلى الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وعليه آثار السَّفر؛ حِرصًا على لُقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله، وفي رواية: أنه جاء من قِبَل نجد، وكان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون بالأعرابي إذا جاء يسأل النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأنهم يستفيدون من سؤاله، وقد كانوا يستحيون من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وأما الأعرابي فإنه يأتي بما عنده ويُصرِّح فيستفيد الصحابة رضي الله عنهم من ذلك، ومنه هذا الحديث، فقد سأل النَّبِي صلى الله عليه وسلم ما الذي فرضه الله عليه من الصَّلاة؟ فقال له النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ»، قال: هل علي غيرها؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إلا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا»، فدل: على أن الواجب والمفروض هو الصلوات الخمس، وأن ما زاد عليها من الصلوات فإنه نافلة، والنوافل تختلف في آكديتها وفضلها، فبعضها أفضل من بعض، وبعضها آكد من بعض، إلا أنها لا يجب منها شيء إلا الصلوات الخمس، وهذه فائدة عظيمة،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (3/13)، والبخاري (1891)، ومسلم (11).