×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله وَسَعْدَيْكَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إلا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ الله أَفَلا أُخْبِرُ بِهَا النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: «إذَنْ يَتَّكِلُوا»؛ فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا: أَيْ خَوْفًا مِنْ الإِثْمِ بِتَرْكِ الْخَبَرِ بِهِ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيِّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيِّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا» ([2]). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ قَالَ لا إلَهَ إلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ» ([3]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَدْ حَمَلُوا أَحَادِيثَ التَّكْفِيرِ عَلَى كُفْرِ النِّعْمَةِ أَوْ عَلَى مَعْنًى قَدْ قَارَبَ الْكُفْرَ، وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُ فِي غَيْرِ الصَّلاة أُرِيدَ بِهَا ذَلِكَ.

****

قال المصنف: «وَقَدْ حَمَلُوا أَحَادِيثَ التَّكْفِيرِ عَلَى كُفْرِ النِّعْمَةِ» أي أن أهل القول بعدم تكفير تارك الصَّلاة حَمَلوا الأحاديث التي احتج بها من يَرون كفر تارك الصَّلاة على أن المُراد كُفر النعمة وهو الكُفر الأصغر.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (21/281)، والبخاري (128)، ومسلم (32).

([2])  أخرجه: مسلم (199).

([3])  أخرجه: البخاري (99).