×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

فَرَوَى ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ أَبِي ذَرِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ» ([2]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» ([3]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.

****

والجواب: أن هذا لا يَتأتَّي؛ لأن فيه فرقًا بين الكُفر المُعرَّف بالألف واللام، والكُفر المُنكَّر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» أي: كفر أصغر، فإذا جاء الكُفر منكَّرًا فهو كُفر أصغر. لكن كفر تارك الصلاة جاء معرفًا بالألف واللام فهو الكفر الأكبر.

كل ما في هذه الأحاديث: يُراد به الكُفر الأصغر؛ لأنه منكر.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (6/157)، والبخاري (6044)، ومسلم (64).

([2])  أخرجه: أحمد (35/369)، البخاري (3508)، ومسلم (61).

([3])  أخرجه: أحمد (16/270)، مسلم (67).