×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لا يَذْكُرُ الله إلا قَلِيلا» ([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَابْنَ مَاجَهْ.

****

 أما وقت الضرورة فيمتد من نصف الليل إلى طلوع الفجر، فما دام الإنسان يقدر ويستطيع فلا يجوز له أن يُؤخرها إلى مابعد ثلث الليل، أو يُؤخرها إلى مابعد نصف الليل.

أما إذا لم يقدر ولم يتمكن إلا بعد انتصاف الليل فلا بأس بتأخيرها عنه لحديث أَخَّرَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ: «قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا» ([2])، فهو يمتد ولكن مادام الإنسان يختار فلا يُؤخِّر الصَّلاة عن منتصف الليل؛ بل الأفضل ألا يُؤخِّرها عن ثلث الليل.

المنافق هو: الذي يُظهر للناس الخير ويُبطن الشر؛ ولذلك سُمِّي منافقًا.

«وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِ»» كررها ثلاثًا صلى الله عليه وسلم، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، كما جاء في الحديث.

«بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ» فالشيطان له قرنان، ويحضر الشمس عند غروبها فتكون بين قرنيه؛ والكفار يسجدون لها، وهو يُريد أن يكون السجود له،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (19/58)، ومسلم (622)، وأبو داود (413)، والترمذي (160)، والنسائي (511).

([2])  أخرجه: البخاري (572).