فيُظهر لأتباعه وللشياطين أنهم يسجدون له، مع
أنهم يسجدون للشمس، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ
لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي
خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾
[فصلت: 37].
فالشيطان
يستغل هذا ويحضر عند غروب الشمس؛ لكي يسجدوا له في الظاهر، والفائدة من هذا:
أنه لا يجوز تأخير وقت صلاة العصر عن وقت الاختيار إلى وقت الضرورة إلا لعذرٍ
شرعِي، فلا يَقُل إنسان إن وقتها ممتد إلى الغروب إنما هذا في حالات الضرورة فقط،
وللمعذورين.
«يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ
حَتَّى إذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لا
يَذْكُرُ الله إلا قَلِيلا». فيه آفتان:
أولاً:
أن المؤمن لا يُؤخِّر صلاة العصر إلى قرب غروب الشمس، وإنما هذه صفة المنافقين،
فهذه آفة إذ لا يجوز تأخير الصَّلاة عن وقتها المختار إلا في حالة الضرورة.
ثانيًا:
أنه لا يُصلِّي الصَّلاة المشروعة، وإنما يُصلِّي صلاة صورية، لا طمأنينة فيها،
ولا ذكر لله فيها، فالصَّلاة ذكر لله، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾
[العنكبوت: 45] والصَّلاة فيها فائدتان عظيمتان:
أولاً:
أنها تنهي عن الفحشاء والمنكر، وثانيًا: وهذا أكبر، أن فيها ذكر لله عز وجل،
ففيها ذِكر، وفيها قراءة قرآن، وفيها تسبيح في الركوع والسجود، وفيها دعاء في
الركوع والسجود والتشهد، وليست الصَّلاة مجرد حركات فقط مُفرَّغة من مضمونها
الصحيح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد