وَعَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَتْنِي
عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إذَا بَلَغْت هَذِهِ الآيَةَ
فَآذِنِّي ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ
وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238] فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا،
فَأَمْلَتْ عَلَيَّ: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ
وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾. قَالَتْ
عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلا الْبُخَارِيَّ وَابْنَ مَاجَهْ.
وَهَذَا
يَتَوَجَّهُ مِنْهُ كَوْنُ الْوُسْطَى الْعَصْرَ؛ لأَنَّ تَسْمِيَتَهَا فِي
الْحَثِّ عَلَى الْمُحَافَظَةِ دَلِيلٌ عَلَى تَأَكُّدِهَا، وَتَكُونُ الْوَاوُ
فِيهِ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ
وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ﴾ [الأنبياء: 48] أَيْ
ضِيَاءً وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ
لِلۡجَبِينِ ١٠٣وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ ١٠٤﴾ [الصافات: 103،
104] أَيْ نَادَيْنَاهُ إلَى نَظَائِرِهَا.
****
أو هلك أهله وماله، ففوات صلاة العصر مصيبة مثل
مصيبة تلف الأهل والمال.
وهذا أيضًا: يدل على أن الوسطي هي صلاة العصر؛ لأن عائشة رضي الله عنها أَمَرَت مولاها أي: عتيقها أن يكتب لها مصحفًا، وقالت له عندما تصل إلى هذه الآية أخبرني ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238] فلما وصل إليها قالت: اكتبها ﴿حافظوا علي الصلوات والصَّلاة الوسطى وصلاة العصر﴾، فصلاة العصر تفسير للوُسطى، والواو زائدة، والأصل: ﴿حافظوا علي الصلوات والصَّلاة الوسطى صلاة العصر﴾، بدون واو.
([1]) أخرجه: أحمد (40/505)، ومسلم (629)، وأبو داود (410)، والترمذي (2982)، والنسائي (472).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد