×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ وَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي صَلاةً أَشَدَّ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنْهَا فَنَزَلَتْ: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ [البقرة: 238]. وَقَالَ: «إنَّ قَبْلَهَا صَلاتَيْنِ وَبَعْدَهَا صَلاتَيْنِ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد.

****

كزيادتها في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَضِيَآءٗ [الأنبياء: 48]، والواو زائدة، وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ ١٠٣وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ ١٠٤ [الصافات: 103، 104] أي: ناديناه؛ إلى نظائر هذه الآيات التي جاءت الواو فيها زائدة.

وقد ذكر المصنف رحمه الله ما يرجح أنها العصر من عدة وجوه:

أولاً: أنه سبحانه نص عليها في الأمر بالمحافظة عليها.

ثانيًا: أنه جاء الناسخ في التلاوة ميقنًا وهو في المعنى مشكوك فيه، فيستصحب المتيقن السابق.

ثالثًا: أنه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيم أمر فواتها تخصيصًا.

وذكر ما جاء في ذلك من الأحاديث ثم قال: «وهذا يتوجه منه كون الوسطى العصر». لأن تسميتها في الحث في المحافظة عليها دليل على تأكدها.

هذا الحديث، يدل: على أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر وهو قول ثان في المسألة، وذكر المصنف لهذا القول وجوهًا:

الأول: تبكيره بصلاة الظهر وقت الهاجرة، والهاجرة من الهجير أي: شدة الحر، فقد كان يبكر بها صلى الله عليه وسلم في أول وقتها.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (35/471)، وأبو داود (411).