×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي الصَّلاة الْوُسْطَى قَالَ: هِيَ الظُّهْرُ، إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَجِيرِ وَلا يَكُونُ وَرَاءَهُ إلا الصَّفُّ وَالصَّفَّانِ، وَالنَّاسُ فِي قَائِلَتِهِمْ وَفِي تِجَارَتِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ [البقرة: 238]. رَوَاهُ أَحْمَدُ ([1]).

****

الوجه الثاني: مما يدل على أن الصَّلاة الوسطى هي صلاة الظهر، أن الله تعالى قال: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ، يحثهم على حضورها، والصبر على ما يجدونه من الحر؛ لأنها صلاة قبلها صلاتان وهما العشاء والفجر، وبعدها صلاتان وهما العصر والمغرب، ولذلك كانت هي الوسطى.

الوجه الثالث: أن هذا قول أسامة بن زيد كما ذكره المصنف ووجه ذلك: لما كانت هذه الصَّلاة شاقة على الناس، وكانت تأتي في وقت قيلولتهم وراحتهم، وتأتي أيضًا وقت بيعهم وشرائهم صار الذين يُصلونها خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم قليلين، فحثهم الله جل وعلا على حضورها، وسمَّاها بالصَّلاة الوسطى، قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ، ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِأي: في الصَّلاة، والقنوت هو: المداومة على طاعة الله عز وجل، وفُسِّر أيضًا بالسكوت عن الكلام في الصَّلاة.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (36/126).