×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الأول

وَعَنْ عَائِشَةَ قالت: أَعْتَمَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَات لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ حَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فَقَالَ: «إنَّهُ لَوَقْتُهَا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» ([1]). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ .

****

5- «وَالصُّبْحَ كَانُوا أَوْ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ»، والغلس" هو الظلمة مع بداية الإصباح إذا انفلق الصبح، فإذا انجلي الصبح صلاها صلى الله عليه وسلم.

«فَقَالَ: «إنَّهُ لَوَقْتُهَا»» أي: وقتها المختار والفاضل، إلى ثلث الليل أو نصف الليل، هذا وقتها الأفضل.

وفي قوله: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» دليل على أن الدِّين دِين الرحمة، ودين اليسر، وليس فيه مشقة ولا حرج، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78]، فالمشقة لابد أن تراعى في حق المأمومين.

لأنه منع النَّبِي صلى الله عليه وسلم من تأخيرها إلى هذا الوقت المتأخر إلا خشية المشقة على أمته، فدل على رعاية المصلحة ودرء المشقة، وهذا هو ديننا دين اليسر والسهولة، فإذا تعارضت المشقة مع الفضيلة قدم درأ المشقة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم (638)، والنسائي (536).