وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَخَّرَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلاةَ
الْعِشَاءِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ: «قَدْ صَلَّى
النَّاسُ وَنَامُوا أَمَا إنَّكُمْ فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا»، قَالَ
أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى وَبِيصِ خَاتِمِهِ لَيْلَتئِذٍ ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْه.
وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ قَالَ: انْتَظَرْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِصَلاةِ
الْعِشَاءِ حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ قَالَ: فَجَاءَ فَصَلَّى
بِنَا، ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا مَقَاعِدَكُمْ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا
مَضَاجِعَهُمْ، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا،
وَلَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَسَقَمُ السَّقِيمِ، وَحَاجَةُ ذِي الْحَاجَةِ
لأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلاة إلَى شَطْرِ اللَّيْلِ» ([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَأَبُو دَاوُد.
****
قوله: «إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ» هذا هو آخر الوقت المختار، فأخرها صلى الله
عليه وسلم إلى نصف الليل لبيان الوقت المختار، وقال مرغبًا لأصحابه ومطمئنًا لهم: «قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا أَمَا
إنَّكُمْ فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا» يريد أنهم على أجر في انتظارهم
لها.
«قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ
إلَى وَبِيصِ خَاتِمِهِ» أي: إلى بياض خاتمه صلى الله عليه
وسلم، فقد كان يلبس الخاتم من الفضة، وهذا الوصف من باب تأكيد الرواية.
قوله: «حَتَّى ذَهَبَ نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ» أي: نصف الليل، فالشطر معناه: النصف.
([1]) أخرجه: أحمد (20/240)، والبخاري (572)، ومسلم (640).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد