ليلة القدر وليلة الإسراء
سؤال:
ما هو الراجح من أقوال العلماء في تعيُّن ليلة القدر، وهل
هي أفضل الليالي على الإطلاق؟ أم لا؟ وما هو رأيكم فيمن قال بتفضيل ليلة الإسراء على
ليلة القدر؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجواب:
ليلة القدر ليلة عظيمة، نوَّه الله بشأنها في كتابه الكريم،
في قوله تعالى: {إِنَّآ
أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا
يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤﴾
[الدخان: 3، 4]، وفي قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ
حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾
[القدر: 1-5]، فهي ليلة شرَّفها الله عز وجل على غيرها، وأخبر أن العمل فيها خير من
العمل في ألف شهر، أي أفضل من العمل في أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا وزيادة أشهر، وهذا
فضل عظيم، واختصَّها بإنزال القرآن فيها، ووصفها بأنها ليلة مباركة، وأنها يقدر فيها
ما يجري في العام من الحوادث، وهذه مزايا عظيمة لهذه الليلة، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها طلبًا لليلة القدر، وهي
أفضل الليالي لأنه لم يرد في ليلة من الليالي ما ورد في فضلها، والتنويه بشأنها، فهي
أفضل الليالي لما تشتمل عليه من هذه المزايا العظيمة، وهذا من رحمة الله تعالى لهذه
الأمة وإحسانه إليها حيث خصَّها بهذه الليلة العظيمة.
وأما المفاضلة بينها وبين ليلة الإسراء فبين يدي الآن سؤال وجوابه لشيخ الإسلام ابن تيمية، حيث سئل رحمه الله عن ليلة القدر وليلة الإسراء
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد