الغِيبَة
سؤال: ما هو مدى صحة
ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كفَّارة الغِيبَة أن تستغفر لمن اغتبته تقول:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ» ([1])، وما هو معنى الغِيبةَ؟
الجواب:
أما الحديث فلا يحضرني الآن حوله شيء، ولا أدري عنه.
وأما الغِيبَة في حد ذاتها فهي مُحَرَّمة، كبيرة
من كبائر الذنوب، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده عن تعاطيها، قال تعالى: {وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ
أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ
ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾
[الحجرات: 12]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ
حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» ([2])، فالغِيبَة محرَّمة وكبيرة من كبائر الذنوب وشنيعة. فما هي الغِيبَة؟
قد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم معناها لمَّا
سُئِلَ عنها، فقال: «الْغِيبَةُ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ: أَرَأَيْتَ
إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ
اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ» ([3]).
والغيبة: هي الكلام كما بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»، فإذا كان أخوك غائبًا، وأنت وَقَعْتَ في عِرْضِه ووصفتَه بما يكره، فقد اغتبته ووقعت في عرضه وأَثِمْت في ذلك إِثْمًا عظيمًا، وإذا ندمتَ وتبتَ
([1])أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير رقم (575)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق رقم (206).
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد