أشهر الحج
سؤال:
ما معنى قوله: {ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ
ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 197]، والآية التالية: {لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾ [الحج: 28]، وما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ
عَرَفَةُ» ([1])؟
أفتونا مأجورين.
الجواب:
يقول الله تعالى: {ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ
ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 197] يبيُّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة
الميقات الزماني للحج، وهو الأشهر المعلومات، التي ذكرها الله جل وعلا في هذه الآية،
شهر شوال، وشهر ذي القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة، فمن أحرم في هذه الفترة، فقد أحرم
في أشهر الحج، وينعقد إحرامه بالحج؛ لإجماع المسلمين، {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ﴾
[البقرة: 197] يعني من أحرم للحج في هذه الأشهر المذكورة، فإنه يجب عليه أن يتجنب «الرَّفَث»
وهو الجماع ودواعيه؛ لأن ذلك مُحَرَّم على المُحْرِم.
و«الفسوق»
وهو المعاصي، وإن كانت المعاصي مُحَرَّمة على المؤمن دائمًا، إلا أنه يشتدُّ تحريمها
وإثمها في حالة الإحرام.
و«الجدال» وهو المخاصمة؛ لأن المخاصمة تفضي إلى أمور محظورة من الأقوال والأفعال، وتوغل الصدور وتشغل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، فلهذا نهي عنها، إلا إذا كان الجدال لأجل إحقاق حق وإبطال باطل؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]،
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد