استئجار مقرئ يقرأ القرآن بعد وفاة
المريض
سؤال:
إذا مات أحد عندنا، نأتي بالخطيب يقرأ القرآن لمدة خمسة أيام،
وبعدها نذبح ذبيحة، ونفرِّقها على الناس، وهذه عادة وجدناها وسِرْنا عليها، ما حكم
هذا العمل يا فضيلة الشيخ بارك الله فيكم؟
الجواب:
هذا العمل ليس عادة، وإنما هو بدعة، فاستئجار المقرئ خمسة
أيام يقرأ بعد وفاة المريض هذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وديننا الحنيف
وشرعنا المُطَهَّر بَيَّن لنا ما يُعْمَل بالميت، الميت يُجَهَّز بالتغسيل والتكفين،
ويُصَلَّى عليه، ويُدْفَن ويُدْعَى له، ويُتَرَحَّم عليه، ويُتَصَدَّق عنه ويُضَحَّى
عنه في وقت الأضحية، هذا ما يشرع في حق الميت.
أما
أن يستأجر قارئ يقرأ القرآن أيامًا معيَّنة، يذبح ذبيحة في ختامها، كل هذا من الآصار
والأغلال، ومن البدع والخرافات، وهذه لا تنفع الحي ولا الميت، وإنما هي من الأعمال
الضارَّة، والأعمال البِدْعِيَّة، وأي أجر يأتي من قراءة مستأجر؛ لأن هذا القارئ لا
يقرأ طمعًا في ثواب القراءة، وإنما يقرأ طمعًا في الأجر الذي يدفع له، الأجر العادي،
والعبادات لا يؤخذ عليها أجور، وقراءة القرآن من أعظم العبادات، إذا كان قصد القارئ
التقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى.
أما
إذا قصد طمعًا دنيويًّا بقراءته؛ فإن عمله هذا باطل، ولا ثواب له، فأي شيء يحصل للميت
من الأجر، والقارئ ليس له في ذلك أجر، بسبب أنه يقرأ لأجل طمع دنيوي، هذا كله من البدع
والخرافات ومن إضاعة المال بالباطل.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد