×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

 قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها

سؤال: هل ورد نصٌّ قرآني أو حديث نبوي يفيد قيام النصف من شعبان وصيام نهاره، وإذا كان ذلك واردًا هل هناك كيفية معيَّنة لقيام ليلة النصف من شعبان؟ أفيدونا جزاكم الله كل خير؟

الجواب: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص قيام ليلة النصف من شعبان ولا بصيام اليوم الخامس عشر من شعبان دليل يعتمد عليه فليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، من كان له عادة القيام والتهجُّد من الليل فإنه يقوم فيها، كما يقوم في غيرها، من غير أن يكون لها ميزة؛ لأن تخصيص وقت لعبادة من العبادات لا بدَّ له من دليل صحيح، فإذا لم يكن هناك دليل صحيح، فتخصيص بعض الأوقات بنوع من العبادة يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكذلك لم يرد لصيام اليوم الخامس عشر في شعبان، أو يوم النصف من شعبان، لم يثبت دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي مشروعية صيام ذلك اليوم، فما دام أنه لم يثبت فيه شيء بخصوصه، فتخصيصه بالصيام بدعة؛ لأن البدعة هي: ما لم يكن له دليل من كتاب الله، ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مما يزعم فاعله أنه يتقرَّب به إلى الله عز وجل؛ لأن العبادات توقيفية، لا بد فيها من دليل من الشارع.

أما ما ورد من الأحاديث في هذا الموضوع فكلها ضعيفة كما نص على ذلك أهل العلم، ولا يثبت بها تأسيس عبادة لا بقيام تلك الليلة ولا بصيام ذلك اليوم، لكن من كان من عادته أنه يصوم أيام البيض، فإنه يصومها في شعبان، كما يصومها من غيره، أو من كان من عادته


الشرح