قراءة القرآن بمكبر الصوت قبل أذان
الجمعة
سؤال:
إمام المسجد عندنا لا يؤذن الأذان الأول للجمعة، ولكن يكتفي
بقراءة للقرآن بمكبر للصوت التابع للمسجد من وقت الأذان الأول إلى موعد الأذان الثاني،
فما الحكم في هذا أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
هذا ترك السنة وأتى ببدعة؛ لأن الأذان الأول من سنة الخلفاء
الراشدين، فقد أمر به عثمان رضي الله عنه في خلافته لما كَثُرَ الناس، وتباعدت أماكنهم
وصاروا بحاجة إلى من ينبِّههم، فأمر رضي الله عنه بالأذان الأول؛ ليَسْتَحِثَّ الناس
لحضور صلاة الجمعة، فصار سنة إلى يومنا هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ» ([1])،
وعثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين، وقد فعل هذا وأقرَّه الموجودون في خلافته
من المهاجرين والأنصار، فصار سنَّة ثابتة فهذا الذي ترك هذا الأذان الذي سَنَّه الخليفة
الراشد عثمان رضي الله عنه، واستبدله بقراءة القرآن بمكبِّر الصوت، عمله هذا بدعة؛
لأن تلاوة القرآن في هذا الموطن وبهذه الصفة يكون بدعة ليس من عمل النبي صلى الله عليه
وسلم ولا من عمل أصحابه ولا من عمل القرون المفضَّلة.
فالواجب
على المسلمين أن يقتصروا على المشروع وأن لا يُحْدِثُوا شيئًا من عند أنفسهم.
وتلاوة
القرآن من المكبر لا تكفي عن الأذان الذي هو شعار الإسلام، والذي شرعه الله سبحانه
وتعالى للمسلمين، والله تعالى أعلم.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد