اختيار الأزواج الصالحين
سؤال:
تزوجت رجلاً منذ أربع عشرة سنة ولم يكن لي علم بأن هذا الرجل
قد ترك دينه وذهب وراء ملذَّاته ورَغَباته، ويومًا بعد يوم ازدادت مشكلتي معه إلى حدِّ
أني لم أَعُدْ أحتمل ذلك الوضع، فقد أنجبت من هذا الرجل أربع بنات وابنًا، وحياتي معه
خطأ، فهو يمنعني من الحجاب الشرعي وقد حلف يمينًا بالطلاق بالثلاث إن رآني أصلي ليمزقن
ملابس الصلاة، وكلما جاء رمضان يمنعني من الصيام، إلى أن أضطر لترك المنزل وعدم العودة
إلا بشروط، ولكنه يعود كما كان وأسوأ فأصلي بالخفية عنه من خوفي أنه لو رآني لضربني
ولمزق ملابس صلاتي ومع ذلك، لا يجالس إلا الأشرار، ويسهر إلى آخر الليل، ويأتي البيت
وهو سكران فاقد الوعي، وهو مقصِّر في واجباته، حتى المنزلية ومصروف المنزل، ألفاظه
سيئة للغاية معاملته قاسية، وأنا أخشى أن أتركه خوفًا على بناتي منه، رغم أنه والدهم،
إلا أنه لا يعرف الله فأتوقع منه كل شيء والعياذ بالله، فما الحكم في عيشي مع زوجي
في مثل هذه الحال؟
الجواب: أولاً: يجب عند الزواج، اختيار الأزواج الصالحين المتمسِّكين بدينهم، الذين يرعون حرمة الزواج وحسن العشرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ» ([1])، فدلَّ على أنه يُطْلَب عند الزواج تحرِّي واختيار الزوج المتمسِّك بدينه، وأنه لا يجوز أن يتساهل في هذا الأمر، وقد كَثُرَ التساهل في زماننا هذا في
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد